الاثنين، 15 سبتمبر 2014

تحزنني صراحتي

تحزنني صراحتي

كلما مرت الأيام تذكرت إحدى الذكريات التي عايشتها في حياتى مثلما عايشتم أنتم ذكريات عدة كان منها الحلو ومنها أيضاً المر، وكلما مرت علي الأيام كلما كانت الدموع لا تفارقني في مخيلتي وفي نومي وأحلامى وفي ليالي عديدة كنت أحسها مظلمة لا تبتعد عن مصاحبة الحزن والوجع والآلام لقلبي، وكلما كانت الأيام تتدارك تلك اللحظات السعيدة الموجودة في حياتى أثناء فترة الإسترخاء النفسي وفترة الإختيار الصحيح لشريك حياة له إشتراطات مناسبة، وكلما كنت أحب وأتودد للحظات القليلة المفرحة أن تبقي ولا ترحل عنى وتبقي بجانبي لأطول وقت ممكن، كلما كانت الأحزان تتساقط علي رأسي مثلما تتساقط الأوراق من على أذرع شجرة يكاد ينتهى بها الأمر بسقوطها بسبب عدم الإهتمام والإعتناء برعايتها وصيانتها من عوامل التعرية المختلفة.
          فالذكريات الحزينة تجتاح ذاكراتنا ولا ننساها مثلما ننسى لحظاتنا المفرحة وبمنتهى السهولة والتي تمت في حياتنا من وقت لأخر، ولأن الاحزان التي لا تنتهى من حياتنا ولا تفارقنا متواجدة وما أكثرها فإننى أدعوكم اليوم لدعوة ربما البعض يتقبلها ويحاول الأخذ بنصائحها والأخذ أيضاً بمعطيات أمورها المختلفة، إنها دعوة لنسيان كل الأشياء الحزينة والذكريات الأليمة المتواجدة بحياتنا حتى ننعم بحياة هادئة لا تشوبها آية شائبة من شأنها أن تملئ حياتنا بالكثير من الأوراق المبعثرة هنا وهناك ولا نقدر على إلمامها في وقت زمني قياسي سريع حتى نتخطاها، ونحاول الوصول بأقصي تقدير ممكن للحظات جميلة تنادينا من بعيد، كي نسكن قصورها، ونتشبث بها.
          وأيضاً من الأشياء التي تغير مجرى حياتنا بشكل كبير وتؤثر على نفسياتنا تلك الأمور المعقدة ذات الحسابيات الكثيرة التي لا ينتج منها في نهاية الأمرإلا كل شئ معقد لا يسهل فك ألغازه بسهولة ويسر ولكنه يحتاج لحلول غير تقليدية، مثلما نحاول الود مع أحدهم وقد سبق الحزن والإفتراق بيننا وبينه لمنتهاه ولا نقدر على حل الأمور المعقدة فيما بين بعضنا البعض، ونحاول الوصول لأبعد الطرق الممكنة ولكن هنا وبكل أسف الطرف الأخر لا يساعدنا على ذلك الأمر بل ويفتعل الكثير من المشاكل والتساؤلات المريبة الغريبة التي لا داعي لها في مناقشة الصلح الدائرة بيننا وبينه، فقط هو لا يريد المصافحة من جديد ولا يريد بأن يبدأ معنا صفحة جديدة من بداية كتاب حياتنا وذكرياتنا المرسومة سوياً مع بعضنا البعض، هل حقاً تناسي كل شئ تم بالفعل في زمن ما معنا؟ هل بالفعل إستطاع أن يمحى كل تلك الآثار الجميلة المنحوتة في ذاكرته ؟ وتتوالي أسئلتنا التي تقتلنا ولكن في نهاية الأمر لا نتواصل مع حل يريح عقولنا ويضيئ لنا طرق مظلمة في نهاية النفق الذي نسير فيه.
تحزنني صراحتي على الكثير من الأمور التي فعلتها في حياتى وصارحت بها أشخاص عديدة كانوا بمثابة الإخوات الربانيين لي وكانوا بمثابة الزملاء والأصدقاء المثاليين التي أنجبتهم لي حياتى ومواصلتي لمشوارها الطويل، تحزنني صراحتي على البدء بالمصافحة والتسامح مع أشخاص لا يعرفون لمعانى الكلمة الطيبة الجميلة معنى ويرونها غير مهمة ولا يهتمون بأمرها بل وبشكل مفجع يندسون في وسط الأناسي التي تحاول أن تنصب لنا أفخاخ لإيقاعنا في طرق الشر والتي تعتبر كثيرة ولا تعد ولا تحصى ولا يستذكرون إننا ذا الأشخاص الذين كنا يوماً معهم وكنا نمشي ونضحك ونلهو ونلعب سوياً في برد الشتاء القارس وفي الجو الصيفي شديد الحرارة والشمس الملتوية علينا، فقط تناسوا كل شئ جميل بيننا ولجأوا لألأعيب شيطانية، وكل هذا بسبب مصارحتنا لهم بكل الحب والخير، وأرى هناك واحداً من تلك النخبة الممتازة التي تتميز بإلقاء الأسئلة المثيرة للريبة والشك ويقول لماذا لا تقوم بعدم مصارحتهم والعيش معهم مثلما يتعايشون معك ولماذا تقوم بالفعل بمصارحة أناس مصارحتك لهم تمثل لهم عبئاً كبيراً عليهم؟ فقط الرد عليه هنا يكون عبر إجابة بسيطة غير معقدة هي إننا فقط وددنا الوصول بأصدقائنا وبزمائلنا في أى مكان وإخوتنا في الله لطرق كثيرة ينمو الخير فيها ولا يندثر بتاتاً فقط لإننا عشقنا قربهم وإعتبرناهم إخوة لنا لم تولدهم أمهاتنا، ومهما تطاولت الأيام علينا وعليهم، فقط يكون كل غرضنا هو الوصول بهم للنصائح المرشدة التي تضئ لهم طريقاً يفتح لهم الطريق الذين يريدونه ولا يعلمون له دليل يرشدهم له وقد أمسكناه وتوصلنا له بمثابرة وجهد حتى نفاجئهم به ونعطيهم إياه، لا نعلم بالطبع هل نصائحنا تلك تمثل لهم عبئ أم لا؟ ولكننا كنا على خير دراية معهم وعلى حسن نية بتعاملنا معهم المتيم والذي لا يمثل أبداً أى ألاعيب خرافية جزافية تحول حياتهم لجحيم مثلما يقتنعون بذلك الأمر المريب للشك !
تحزنني صراحتي عندما أحب الخير لأحدهم ولا يستشعر ذلك ويحسني على تغيير ملامح طريقي المتجه إليه وتغيير بوصلة حلمي الذي حلمته كي أصل له مردود العبارات التي كانت موجهة له، تحزنني صراحتي عندما أرى نفسي أعيش وسط أناس لا يهتمون بعوامل تغيير الأزمنة والأماكن التي تفرض علينا قيوداً لعلها تكون جميلة بعض الوقت ولكنها مليئة بالأشواك الخائبة التي تلوث حياتنا وتقلبها رأساً على عقب، وينبغي علينا سوياً تداركها رويداً رويداً حتى الوصول لبر الأمان.
يحزنني قلمي عندما يكتب عن الذين أحبهم وهم لا يفهمون ذلك، يحزنني كثيراً قلمي عندما يكتب لأحدهم بإنه يريد له التقدم في شئ ما ويضع حلاً لمشكلته وهو لا يدرى لماذا أحب له هذا الشئ ويفكر كثيراً وتفكيره خاطئ بكل تأكيد إنها تتواجد لي مصلحة من تنفيذ ذلك الغرض الذي أسير علي دربه؟ يحزنني حبي لأشخاص تمعنوا في حياتى وكانوا غير متفاهمين معي بالمرة وكل همهم بداية ونهاية الأمر تحقيق مصلحتهم المرجوة من تلك النظرة المصاحبة بالحب المزيف لي، مثلما يفعل الأسد مع صاحبه الذي أهتم بأمره وقام بتربيته والإعتناء به جيداً وينظر له وكأنه لا يحاول التهجم عليه وبكل وحشية يقوم بإفتراسه غير متذكر ذلك الإهتمام الذي رآه على يد هذا الشخص، وكان كل همه فقط هو تحقيق غرضه المرجو، لإنه وبكل بساطة " جائع "  وصاحبه لم يفهم ذلك جيداً بسبب إنشغاله بأمور الحياة المختلفة.


الاثنين، 8 سبتمبر 2014

أنا والمنافقون

أنا والمنافقون


قصتي اليوم أرويها لكم وأنا غير نادم على فعلتي تلك، قصتي اليوم أكتبها إليكم وأنا في كامل وعيي وعقلي ولا ينقصني شئ يمنعنى من أن أخوض تلك التجربة معكم قبل أن تكون مع نفسي، هي فقط قصة تحتاج لجراة من نوع خاص، تحتاج لقلم من نوع فريد ومميز لا يآبه الخوف أو القلق أو التهديد، بل ربما يكون مميز من نوع ما في عقليتي وفي مخيلتي ولكنه بالنسبة إليكم يمثل كلاماً مكتوباً." أنا والمنافقون " قصة أحتاج فيها لتعبيرات جمة هائلة وممتلئة من الآهات، وفقط وددت أن أكتب لكم كل ما يمليه علي ضميري، وهنا سوف أكتب لكم عدة تساؤلات فيما بينى وبينكم والإجابة بالطبع سوف تكون خاصة بكم ولكني سوف أكتبها إليكم لعلكم تدركون ماذا أكتب وماذا يدور في عقلي الآن عندما وددت الكتابة وخصيصاً مقال بعنواني كهذا وأعلم إنه عنوان غريب ولكنه يحتاج فقط منا بعض الصبر حتى نكتسب في النهاية الغرض المعنوى والمادى والنفسي من ذلك المقال.هل يوماً ما كنتم مع أنفسكم صرحاء لأبعد الحدود وجئتم بكل الحب والخير لأحدهم وكان جزاؤكم منه إنه كان يعبئ داخله لكم كل أنواع الشر ؟·       هل يوماً ما كنتم على أحسن علاقة مع أحدهم وكان هو غير ذلك معكم وأمامكم يمثل لكم الملاك البرئ؟
·       هل يوماً ما تحملتم ما لا يتحمله بشر مثلكم؟
·       هل يوماً ما وودتم أن تكونوا خير الأناسي كي يوصلوا لغرض ما في نفس يعقوب ولكن كانت النتيجة النهائية مذلتهم وإهانتهم لأبعد الحدود؟·       وودتم النصيحة من أخير الأناسي وقريبين منكم للغاية ولأبعد حد وكانت نصائحهم لكم تمثل مصلحتهم هما فقط حتى لا يتم المساس بها من بعيد كانت أو من قريب؟أعلم بأن تلك التساؤلات غريبة وكبيرة في نظر البعض والإجابة عليها سوف تكون في معظم الأحيان بـ " نعم " بكل تأكيد ولكن البعض منا سوف يقلق من تلك التساؤلات ويعتبر بان صاحب المقال قد نال العديد من الحزن والآلم في حياته حتى يحلم بالوصول لغرض ما في نفس يعقوب ولكن في النهاية تحمل ما لا يتحمله بشر، هل تمثل لكم تلك الأسئلة حقاً بإنها قد نالت مني الكثير؟ لو كانت غير ذلك ما كنت فكرت في أمرها تماماً مثلما أفكر الآن بها وفيها وكيفية إجابتكم، بالطبع أتواصل مع مخيلتي كي أتوصل لإجاباتكم وها أنا في الحال أحاول الوصول حقاً لتلك الإجابات ولكنني أتخيلها فقط في زمن فقدنا فيه المحبة الحقيقية ما بين الأناسي من أجل حفنة صغيرة من الأموال وكل مصلحتهم هي مصلحتهم الشخصية وعدم المساس بها من قريب أو من بعيد حتى لا ينالوا جزء صغير من ذلك الألم الذي ولا محالة يكاد يكون مفتق بهم في كثير من الأمر.نعم فأنا تحملت يوماً ما لا يتحمله أى إنسان، وصبرت حتى نولت الكثير من حكاياتي التي كنت أحلم بها حتى أطمئن يوماً ما على مستقبل رسمته أمام مخيلتي ولكن لم أتخيل أبداً حتى الوصول إليه إنه قد تتعقبني الكثير من الآهات المفزعة المخيفة بالفعل.          ولكن هل تفكرون ما كان هذا المقابل الذي نولته في نهاية حدوتي الصغيرة بالنسبة إليكم ولكنها كبيرة بالنسبة لي، هل فكرتم الآن في ذلك المقابل؟ إنه مقابل بسيط جداً لأجل الإنعام بحياة هادئة بعض الشئ لا يشوبها أى شائبة متغيرة، لا يكوييها مر الأيام، أعلم بأن الجميع يحاول الوصول كلما أتيحت وسنحت له الفرصة لأبعد الأماكن الخيالية في حياته وأعلم أيضاً بأن الجميع هنا في مكاني هذا وفي مكانكم يريدون الوصول للكثير من الحكايات الجميلة التي يحاول التشبث بها والتألق في فضائها حتي لا يزاحمه فيها أحد مهما إن كان، ولكن في مقابل ذلك الأمر عليك بوضع عدة قواعد تسمح لك بالوصول لغرضك البسيط، لأجل تلك الحفلة التي ترسم لها أبعادها الثلاثية والرباعية عليك بالوصول حقاً لقلوب الذين حولك وإكتساب محبتهم بك وفيك بالفعل دون أمر مزيف أو لأجل مصلحة يقومون بالتسلق فوق أكتافك من أجلها فقط وليس من أجل محبتهم بك وفيك.المحبة هنا لا تمثل لنا البعد الجهنمي الذين نحاول الوصول له مثلما وصلنا لعدة أغراض ولكنها تأتي وحدها دون مقاومة منا أو عنف عندما نتبادل أطراف الحديث مع أحدهم بمودة وبمحبة تفوق بكثير مصافحة الاكتاف من أجل مصالح هنا وهناك.والدنيا هنا تمثل لنا الكثير من التجارب التي علمتنا الكثير في حياتنا، تعودنا على مصافحة المنافقون بشكل يومي والتحدث معهم بل وإمتداد الأيادى في نفس طبقهم حتى ننال الرضا، تعودنا على إننا نقوم بمصافحتهم بوجه بشوش مضحك مبتسم لاجل غرض ما وكلنا نعلمه حقاً علم اليقين، تعودنا على القيام بمسئوليات جسام لاعلاقة لها بنا من اجل مرضاة الخلق المنافقون الحائرون في أمرهم والخائفون من يوم يقعون فيه ولكن هل سوف تمتد لهم أيادينا مثلما كانت ممتدة من قبل عندما يقعوا في ذلك الخندق المحفور؟ لا أبداً وألف لا لإن الوجوه الآن في تلك اللحظة سوف تظهر على حقيقتها دون فائدة لهم وأياً ما فعلوا وقاوموا وكافحوا من أجل النهوض مرة أخرى فللحياة عمر واحد، والفرصة تمنح مرة واحدة بالعمر ولا تعطى للغير مرتين.فالمنافقون هنا نعتاد الوصول على مرضاتهم بشكل يومي حتى ننال الرضا، وهل هذا يسمي نفاق وحساب عسير ينتظرنا في آخرتنا من أجل مصافحتنا لهؤلاء الأقوام الأقزام والذين لا يمثلون في الحياة الدنيا إلا أنفسهم فقط؟ أعلم بأن هذا السؤال الإجابة عليه قد تكون طويلة وبشكل يطول حديثنا الآن ولكن بنظرة سريعة الحساب هنا وعلم الغيب لا يعلمه إلا الله بعزته وجلاله وقدرته، ولكن الشئ المؤكد الذي أتقنه هو أن الله يعلم كل كبيرة وصغيرة في حياتنا وفي قلوبنا وعقولنا وبالنا وكل شئ لإنه خالقنا، فمصافحتنا هنا تتوقف على أشياء أخرى كثيرة لا يد لنا بها، فقط نحاول الوصول لحياة هادئة دون مشاكل مفتعلة فماذا نفعل إن لم نقم بمصافحتهم؟ هل إفتضاح أمرهم ربما يكون سريعاً لو تكلمنا؟ هل سوف يجدى هذا نفعاً معهم؟ بالفعل فوالله قادراً على كل شئ ونعم به بكل تأكيد.
ولكن الموضوع هنا يحتاج لوقفات عديدة وليس من شخص واحد فقط ولكن علي من حوله مساندته حتى الوصول لحقه المسلوب منه بشكل يفوق كل التوقعات، ويكفى أن نفسياتنا غير مطمئنة ونحن ننظر لوجوههم المليئة بالغدر والحيانة والآهات الموجعة والسواد فوالله أستشعر وأحس في غالبية أوقاتى بأن غضب الله قد نزل عليهم وحل حاله عليهم وقد ظهرت علامات سوداء في وجوههم تبين مدى صحة كلامى." أنا والمنافقون " قصة يعايشها الكثير حولي وليس بشكل شخصي فقط، " أنا والمنافقون" قصة لها مئات بل وملايين الوجوه المختلفة بشكل كلي ولا أجزم هنا بأن قصتي فريدة ومميزة من نوعها، ولعل أحدهم يسألني أيتواجد منافقون حولك بالفعل وتصمت على أمرهم وإفتضاحه؟؟هنا سوف أقول له كلمة منطقية، نعم يتواجد الكثير من المنافقون والكاذبون والمحتالون في حياتى مثلما يتواجدون في حياتك بالضبط ولكن الفرق بيني وبينك هو إننى تكلمت بشكل غير مباشر عنهم وحاولت إفتضاح أمرهم، ولكنك أنت تصمت بشكل كلي وحتى لم تفكر في أمر الكتابة حتى تخرج ما في قلبك وعقلك، أنا حاولت إراحة نفسي بتلك الجمل ولكنك لم تحاول قط، فهل لديك الجرأة أن تسألني ذلك السؤال مرة أخرى؟ إسأل.. ومهما سألت وسألت .. فأنا سوف أقوم برد إجابتي تلك عليك في كل مرة دون حذف حرف واحد.