الاثنين، 18 مارس 2013

"فئة" أفضل بكثير من "فئة"


" فئة " أفضل بكثير من " فئة "

في بعض الأحيان، وفي كثير من المهاترات التي نشهدها في الأيام التي نعيشها الآن على ما يجرى في مصر من مشاحنات ومشادات واعتصامات ووقفات إحتجاجية ومطالب فئوية لبعض عمال المصانع والشركات والهيئات الحكومية وفي تلك كل الاحداث الراهنة التي يشاهدها كل يوم الشعب المصري نجد أنه في مجتمعنا ذلك " فئة " تنحاز قليلاً نحو الأخبار الصباحية في الجرائد الخاصة والقومية وتتابع عن كثب ما جرى في التحقيقات التي تنظر أمام المحاكم والهيئات القضائية وما تم فيها من أحكام سواء عادلة ومنصفة أو خائنة وطاعنة في حق الشعب نفسه.
ونجد أيضاً فئة تنحاز كثيراً ما يجرى على أرض الكنانة " مصر " وتتابع عبر شاشات التلفاز وعبر القنوات الفضائية الخاصة ما يحدث في الشارع المصري وبعض الأخبار الكافية التي تكتفي بها وتغير بسرعة فائقة مسار القناة وتشاهد أي قناة أخرى حتى ولو كانت كوميدية لتخرجها من لحظات الحزن والأسى التي ترتسم لا إرادياً على وجوهها.
برأيي الشخصي أعتقد أن الفئة الكبيرة والكثيرة تلك التي تنظر إلي قوت يومها أهم بكثير مما يحدث في الشارع المصري من تلك المشاهد التي ذكرتها عاليه هي التي تهتم وتحب هذا الوطن أن تدور فيه عجلة الإنتاج حتى ولو كانت العجلة " مخرومة " فهي تحاول وبكل مجهود لها أن تلحم هذه " العجلة " وتقاوم الأحداث والمشاحنات التي تشاهدها كل صباح من أجل قوت يومها.
ولأن مثل هؤلاء الأناس لا ينتمون لأى أحزاب إستقلالية أو إسلامية أو تتدخل في صفوف المعارضة أناس بسطاء النفوس لا يمتلكون شيئاً من حطام الحياة إلا أسرهم ويوفرون " اللقمة " لأولادهم يدركون أن لو سفينة الوطن إن وقعت فسوف تقع على الجميع وليست على فئة واحدة فقط من فئات المجتمع فهم يعانون كثيراً ويحتاجون لأبسط حقوق الحياة التي تبعد عنهم بمسافات طويلة فهم يعملون لأجل هذا اليوم الذي سوف تنتهى فيه كل الأحداث أما بعبور السفينة وتصل إلي بر الأمان أو تغرق وحينها سوف يلجأون للقدر الكافي الذي تم إزاحته على جانب مخبئ لديهم من قبلهم، علماً في الأذهان بأن هؤلاء وطنيتهم زائدة عن أى وطنية آخرى تتظاهر هنا وهناك فأنا أشجعهم وأقول لهم صوتكم هو صوت العدالة وصوت الفقراء والمحتاجين في هذه البلد، فللأسف الشديد الحكومة والأحزاب تستغلهم أسوأ إستغلال وتحركهم بقدر ما شاءت وتتلاعب بهم وبحياتهم كيفما شاءت.
فأحذروا أن تلمسوا وتحرقوا قوت يومهم لأنها لو قامت ثورة " جياع " أو ثورة مدافعة عن " لقمة العيش " أو ما شابه لذلك فإنها سوف تهد وتأكل كل أخضر ويابس، علماً بأن هذه النسبة تمثل نسبة كبيرة جداً من أبناء هذا الوطن فهم يخافون ويدركون إنهم لو رحلوا عن أسرهم، فبكل تأكيد سوف تتشرد هذه الأسرة وتشحذ من الحكومة ما يكفيها لقضاء يومها حتى لو باتت تأكل " عيش ناشف ".
فلماذا تظلمون الفئة الكبيرة تلك التي لا تملك من الحياة إلا القليل، ولا تتلاعب بالحكومات ولا تنظر إليهم إلا بعين الرحمة وتدعي لهم ليل نهار بأن يصلح الله لهم الحال حتى ينصلح حالهم ..؟؟!!
ألا يكفيهم خذلاناً بأنهم لن يتكلمون حتى تلك اللحظات وهم يدركون بأن حياتهم مهددة في أى وقت أن تقع عليهم في وقت لا ينفع فيه أى شئ ، ألا تكفيكم المكانة المميزة التي تعيشون فيها وتتعلمون وتأكلون وتصرفون أدوية من هنا وهناك هم فقط يحلمون مجرد أحلام واهية للوصول إليها وابداً لن يوصلوا لها.؟
أحسنوا الظن وعاملوا الشعب معاملة حسنة فلن يرحمكم الزمن وسوف يأخذ منكم الحق حتى لو كان بعيد المنال فلا حق يبعد كثيراً إلا وإن رجع إلي أهله وأصحابه.

كلمات أخيرة وليست تلك النهاية :

إسمعوا من الشعب المذلول والفئات المظلومة حتى لا تلتهمكم بأسنانها
فأسنانهم حادة من كثرة الجوع والفقر الذين يعانون منه أسوأ معاناة
فلو كثرت لهم الأقاويل بأنكم سوف تهدون كل حلم حلموه في يوماً ما
سوف تكون نهايتكم نهاية مأساوية وحينها لن يرحمكم أحد ولو كان من.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق